الثلاثاء، نوفمبر 02، 2010

الحمار بألف عربي

أذكر أنني كنت في العاشرة من عمري حين قال لنا مدرّس التربية الوطنية أن العملة الخليجية الموحّدة ستصدر في عام 2000 وسيتم تداولها مما يُقوّي ويُعزز الإقتصاد الخليجي بحسب المنهاج آنذاك.

كان هذا في سنة 1995.. وها نحن على أبواب عام 2010 ولم نرَ شيئاً، أتساءل إن قاموا بتغيير المناهج وحذف الفصل المختص بالفانتازيا الخليجية الموحّدة.
من لبنان، صدرت دعوات مؤخراً للتوصّل إلى عملة عربية موحّدة يكون لها من القوّة ما يُثبت قدرة الإقتصاد العربي على أن يجتاز الأزمة الإقتصادية العالمية دون كوارث، وسرعان ما قام ناشطون بإنشاء مجموعات على “فيس بوك” تُطالب بالعُملة العربية الموحّدة.
في ظل عدم قدرة الزعماء العرب أجمعين أن يجلسوا على طاولة قمة عربية واحدة، وفي ظل الأزمة المصرية الجزائرية التي سببتها “مباراة كرة قدم” أوقدَت فتيل نارٍ لا نعلم إن كان سينطفئ قريباً وحرباً إعلامية لم نشهد مثلهما حين اخترق الطيران الإسرائيلي الأجواء السورية في رحلة استجمام فوق قصر الرئيس السوري في عام 2006.. فكيف نتّفق على عملة عربية موحّدة؟
عندما نرى بأم أعيننا على التلفاز، خادم الحرمين الشريفين وصاحب الكتاب الأخضر يتبادلان الشتائم والإتهامات “القوية” في “قمّة عربية” أمام الملأ والتي نَعي نحن مدى صحة الإتهامات المتبادلة، فمن أين نأتي بعملة عربية موحدة؟
عندما تبني مصر جداراً فولاذيّا عازلاً على حدودها مع “فلسطين” تفصل فيه الشرق العربي عن غربه، فكيف تكون هناك عملة عربية موحّدة؟
إن شاءت الأقدار وأجمع العرب المتفرّقين على إصدار عُملة عربية، فلا بُد أن جدلاً واسعاً سيقوم للإتفاق على إسم تلك العملة، وإذ أننا نحب الخلافات حباً جمّاً فليكن الحل الوسط، وليكن اسم العُملة “عربي”.
قد يكون هذا وإن كان، في عام 2100.. العُملة العربية واسمها “عربي”، ستذهب أنت أيها القارئ إلى المسلخ لشراء خروف العيد، وستسأل البائع عن سعر الخروف فيجيبك: هذا الخروف بـ 120 عربي.
وإن ذهبتَ لشراء حمار، فستشتريه بـ 1000 عربي.

منقول :أسامة الرمح 15-12-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق